إنعقد في القاهرة مؤخرا المؤتمر العالمي للإتحاد الدولي لجمعيات الأنف والأذن والحنجرة والتخاطب, وقد حضره أكثر من ثلاثة الاف عضو من جميع أنحاء العالم.
وسعدنا بلقاء أول طبيبة لأمراض التخاطب بمصر والشرق الأوسط وأفريقيا ويه الأستاذة الدكتورة وفاء علي عبدالواحد وافي لنتعرف منها على الكثير في هذا التخصص.
وسألناها: ما هي أمراض التخاطب؟
أمراض التخاطب هي تخصص طبي حديث نسبيا في عالمنا العربي وتنقسم إلى ثلاثة أقسام كبرى, أولها أمراض اللغة والقسم الثاني هو أمراض الكلام وثالثها أمراض الصوت.
وما المقصود بأمراض اللغة؟
أمراض اللغة: هي تأخر النمو اللغة عند الأطفال أو تدهور اللغة بعد إكتمالها عند الكبار.
ما هي الأسباب التي تؤدي لتأخر إكتساب اللغة عند الأطفال وكيفية علاجها؟
من أهم أسباب تأخر نمو اللغة عند الأطفال: الضعف السمعي الذي ينعكس على إكتساب الطفل للغة وفي حالة الضعف الشديد لا يمكن للطفل أن يكتسب اللغة بدون معينات سمعية تكبر له الصوت وتمكنه من الوصول إليه وبالتالي تقليده, وبتدريب هؤلاء الأطفال على السمع والكلام بالسماعات الطبية والتي تقدمت كثيرا في السنوات الأخيرة يتمكن الطفل من إكتساب اللغة ونموها ويمكنه أن يتواصل مع المجتمع ويدخل المدرسة ويعيش حياة طبيعية جدا.
وتمثل الإصابة الدماغية سببا من أهم أسباب تأخر نمو اللغة عند الأطفال وقد تكون على شكل إعاقة ذهنية ويمكن أن يصاحبها إعاقة حركية. وكذلك الطفل مفرط الحركة, فلكل طفل عمر زمني وعمر عقلي. ويجب أن يكون العمر الزمني مساو للعمر العقلي على الأقل حتى يتمكن الطفل من إكتساب اللغةوالسير في طريق النمو الطبيعي لها, ولكن إذا قل العمر العقلي عن العمر الزمني يقل إدراك الطفل وبالتالي يقل ذكاؤه وبالتالي تقل مقدرته على إكتساب اللغة. وفي هذه الحالات ينبغي أن نقيس مقدرة الطفل الإدراكية بمقاييس خاصة مقننة وثابتة حتى نتعرف على معامل الذكاء, وبعد التقويم اللغوي, يصمم لكل طفل برنامج علاجي خاص به يراعى فيه نواحي النقص والقصور حتى نرتفع بإدراكه ولغته إلى العمر الزمني الحقيقي للطفل.
وتشغل الأمراض النفسية حيزا من أىسباب تأخر نمو اللغة عند الأطفال مثل التوحد (الأوتيزم) حيث يعاني الطفل من صعوبة التواص مع الآخرين
وهناك أيضا تأخر نمو اللغة الناتج عن الحرمان البيئي وهو قصور في البيئة المحيطة بالطفل كأن تكون البيئة غير ملائمة لإكتساب الطفل للغة رغم أن سمعه وإدراكه طبيعيان, فالبيت الذي يعمل به كلا من الأب والأم ويترك في الطفل وحيدا في أسرة ليس بها أطفال وقد يترك مع شغالة لا تتحدث العربية كالفليبينية وغيرها مما يكثر بالمجتمعات الخليجية وتكون النتيجة أن تتأثر لغة الطفل سلبا ولا تنمو اللغة النمو المتوقع لها ويتأخر الطفل عن أقرانه الطبيعيين لافتقاره للأمثلة اللغوية التي يحتذي بها . كما أن جلوس الطفل أمام التلفزيون أو العاب الكمبيوتر لساعات طويلة يكون من شأنه أن يأخر نموه اللغوي لأن ما يقدم من برامج وأفلام غالبا ما تقدم بلغة مخالفة للغة الطفل وإذا قدمت العربية فهي بلهجات مختلفة عن لهجته ، وتتحدث عن مواضيع لا تهم الطفل ولا يستطيع استيعابها . وفي هذه الحالات من الإهمال التخاطبي يكون للتدريب علي الكلام واللغة مفعول السحر مع هؤلاء الأطفال ويتقدمون تقدما ملحوظا.
ما هي أسباب أن يفقد الكبار اللغة بعد اكتسابها ؟ وهل يمكن أن تعود مرة أخري؟
تتدهور اللغة بعد تمام اكتمالها عند الكبار نتيجة لخلل في الدماغ كالجلطات والنزيف والأورام والإصابات وغيرها، وفي هذه الحالات يشخص طبيب أمراض التخاطب نوع التدهور ، وهل هو في استقبال المريض للغة أو قراءتها أم في مقدرته علي التعبير أو الكتابة ومقدار هذا التدهور، ويتم ذلك عن طريق اختبارات دقيقة ثم يوضع للمريض برنامج علاجي خاص به لإعادة تنبيهه لغويا ومساعدته علي النطق والكلام واستعادة لغته بصورة طبيعية بعد التدريب الذي قد يستمر شهور عديدة .
وما هي أمراض وعيوب الكلام؟
تنقسم عيوب الكلام إلي : عيوب في النطق وهو عدم القدرة علي نطق بعض الأصوات (الحروف) نطقا سليما، أو عيوب في توقيت الكلام مثل:
وما هي أسباب تغير الصوت؟
يتغير الصوت نتيجة مرض عضوي أو خلل وظيفي ، والأمراض العضوية التي تصيب الحنجرة وتؤدي لتغير الصوت كثيرة؛ منها الإلتهابات الحادة والمزمنة ووجود زوائد لحمية علي الثنايا الصوتية أو ندبات ، كذلك الأورام الحميدة والخبيثة بالحنجرة أو ما جاورها مما يؤدي للضغط علي الأعصاب المغذية للثنايا الصوتية .كذلك هناك بعض العيوب الخلقية بالحنجرة والثنايا الصوتية. وطبيب أمراض التخاطب هو الوحيد الذي ينجح في التشخيص المبكر جدا للأورام الخبيثة عن طريق تغير الصوت. أما الخلل الوظيفي فيظهر نتيجة سوء استعمال الصوت أو كثرة استعماله بشكل خاطئ، ويظهر هذا واضحا في المشتغلين بوظائف تعتمد علي الصوت مثل المدرس ومقرئ القرآن والمغني والمذيع ويجب أن ننتبه إلي أن الخلل العضوي يؤدي إلي خلل وظيفي كما أن الخلل الوظيفي المستمر يؤدي إلي خلل عضوي.
وهناك أيضا تغير للصوت وقت البلوغ عند المراهقين والحبسة الصوتية الهستيرية، واختفاء الصوت تماما نتيجة لاستئصال الحنجرة أو جزء منها ويتحسن الصوت دائما عن طريق إقصاء السبب ثم التدريب الصوتي الذي يؤدي دائما إلي نتائج طيبة.